الملاحظ جورنالجريدة إلكترونية مغربية
كلميم / محمد صالح اكليم
حظي ازيد من ألف مشروع بالاقاليم المعنية ببرنامج واحات الجنوب، بتمويل من طرف وكالة انعاش التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية لاقاليم جنوب المملكة، خلال الفترة الممتدة ما بين 2006 و 2015 ، بغلاف مالي فاق في مجمله 25 مليار سنتيم، فيما تمت برمجت ازيد من مائتي مشروع جديد خلال السنة الجارية.
وهمت هذه المشاريع التي استهدفت اقاليم كلميم، طانطان، اسا الزاك، طاطا، و طرفاية والتي تم انجازها بشراكة مع المنظومة المحلية، وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، والتعاونيات والجمعيات المعنية، مجالات التجهيزات الجماعية، وتوفير البنيات التحتية، و التنشيط السوسيو ثقافي ودعم المجتمع المدني الى جانب الانشطة المدرة للدخل وتثمين التراث الثقافي وذلك ب 56 جماعة، 45 منها قروية و 11 اخرى حضرية.
ووقف ممثلو المنابر الصحفية الصادرة من الاقاليم الجنوبية للمملكة المشاركون ضمن القافلة الاعلامية التي نظمتها وكالة الجنوب، في الفترة الممتدة من 17 الى 22 ماي الجاري، من خلال زيارة ميدانية ـ وقفوا ـ على عينات من المشاريع النموذجية التي تم احداثها بالجماعة القروية لاسرير باقليم كلميم ، وقرية تغمرت التابعة لها، واللتان تبعدان تباعا ب 12 و16 كلم جنوبا عن حاضرة واد نون، من بينها نقطة القراءة التي تم انجازه بشراكة موقعة بين جمعية واحة تيغمرت والمجلس الجماعي لأسرير، والتي تهدف الى التحفيز شباب المنطقة على القراءة وتقديم دروس الدعم والتقوية لفائدة 68 تلميذا من مختلف الأسلاك التعليمية، و خلق انشطة مدرة للدخل. ويامل الاطار الجمعوي الذي يشرف على هذا الفضاءـ الذي يستفيد من مداخيله خمسة اشخاص من ساكنة المنطقة، تعزيز مرافقه بمقصف لتنمية مداخيل الجمعية وخلق مزيد من الانشطة الاشعاعية لفائدة اطفال وتلاميذ المنطقة.
وبذات القرية زار الوفد الاعلامي تعاونية الواحة الفلاحية لتثمين منتوجات الصبار التي تم تجهيزها منذ ثماني سنوات بشراكة مع وكالة الجنوبـ في اطار بونامج واحات الجنوب،حيث يتم انتاج مربى وعصير وزيت وشرائح الصبار. وافادت رغية بهداش أمينة مال التعاونية في عرض حول مراحل تثمين المنتوج أن عملية التصنيع لهذه الفاكهة التي تتواجد بشكل وافر بالمنطقة، تبدأ بعملية الغسل والتنقية، تم فرز البذور عن السائل، قبل الدخول في مرحلة التعقيم. وأضافت ان التعاونية التي تضم ثمانية متعاونين من بينهم ست نساء خضعوا لدوارات تكوينة في مجال تثمين منتوجات الصبار .
وختمت الانسة بهداش عرضها بالقول أن التعاونية تعتمد في تصريف منتجاتها من خلال مشاركتها في المعارض الجهوية والوطنية، الا ان مشكل التسويق ببقى العائق الاكبر لتحقيق النتائج المرجوة
وبمركز جماعة اسرير ، زار الوفد الاعلامي الفضاء التروبي الخاص بالتعليم الاولي لفائدة اطفال المنطقة، ووقف على الخدمات التي يقدمها، والتي اوجزتها السيدة فاطمة لعزيزة بيكا التي تشرف على تسيير هذا الفضاءا، بعد أن خضعت للعديد من الدورات التكوينية في مجال التعليم الاولي ، في ان هذه المنشأة تم انجازه وتجهيزه سنة 2013 بشراكة مع جمعية أسرير أزواط بالخارج وجماعة اسرير ، يستفيد من خدماته 24 طفلا فضلا عن تقديم دروس الدعم لفائدة 19 تلميذا بالسلك الابتدائي . مشيرة أن هذا المشروع كان عبارة عن فكرة راودتها منذ مطلع القرن الحالي، وعملت جاهدة في تجسيدها على أرض الواقع بفضل الدعم الذي قدمه مختلف الشركاء وعلى راسهم الوكالة من خلال برنامج واحات الجنوب، معتبرة أن نجاحها يتجسد في مدى نجاح الاطفال المستيفيد ين من خدمات الفضاء في مسارهم التعليمي.
وزار الوفد الصحفي المشارك في القافلة الاعلامية التي تنظمها وكالة الجنوب في اطار السياسة التواصلية التي تنهجها هذه المؤسسة منذ خروجها الى حيز الوجود قبل 14 سنة ، ـ زار ـ معمل انتاج “المكلي” الذي افتتح ابوابه سنة 2008 بدعم من برنامج واحات الجنوب والجماعة القروية لاسرير، وتشرف عليه تعاونية لمطة التي تضم 11 امرأة ـ مستغلة فضاء كان مخصصا اصلا للتعليم الابتدائي بعد دعمه بمرافق صحية .
ومن خلال الشروحات التي قدمتها رئيسة التعاونية مومو السالكة، فقد تم تجهيز هذا المقر بمطحنة عصرية لاعداد “المكلي” الذي يتم تهيئه من طرف النساء المتعاونات، مما ساعدهن على خلق نشاط مدر للدخل، الا ان مشكل تسويق المنتوج يبقى عائقا دون تحقيق كل امال المتعاونات.
وبنفس المركز، وقف اعضاء الوفد الاعلامي، على نشاط تعاونية نساء اسريرللكسكس والعجائن ، التي شرعت منذ سنة 2009 ، في انتاج الكسكس الخماسي والثلاثي والعادي، الى جانب الدقيق الخماسي، بدعم من وكالة الجنوب وشركاء آخرين، وتضم تسع نساء سبق لهن ان خضعن لفترة تكوينية خاصة بالانتاج والتسوي . الا ان هذه التعاونية تفتقر حسب تصريحات رئيستها الى نشاف آلي للكسكس، فضلا معاناتها كسابقاتها من التعاونيات من مشكل اتسويق.
واختتم الوفد الاعلامي جولته الميدانية بزيارة مجمع واحات الصحراء بمدينة كلميم ، الذي تم إحداثه سنة 2011، لعرض منتجات الصبار والعسل والتمر والحليب والإبل والكسكس والخضروات والحناء، وقد اطلع المشاركون في القافلة الاعلامية على اهم المعروضات في هذه الفضاء المتواجد بالبوابة الشمالية لمدينة كلميم، والذي يعد تجربة رائدة ترنو الى خلق دينامية مجالية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة، و تهذف الى تثمين المجهودات التي يبدلها مختلف الفاعلين للنهوض بالمنتجات المحلية بالأقاليم الجنوبية للمملكة خاصة بجهة كلميم واد نون .
هذا، ويشكل برنامج واحات الجنوب حسب المشرفين عليه تجسيدا مجاليا للإستراتيجية الوطنية لتنمية وتهيئة واحات المغرب لسنة 2004. ويعد ثمرة العديد من المبادرات التي أطلقتها وكالة الجنوب منذ سنة 2006، ويهدف إلى تحقيق ملاءمة مشاريع الوكالة مع التوجهات السياسية وكذا حاجيات المنطقة. وانسجاما مع التطورات السياقية حيث شهد البرنامح تحولين إستراتيجيين في مساره وكذا زيادة ملموسة في الاعتمادات المرصودة له فضلا عن توسيع مجال تدخله.
الى ذلك، يشمل برنامج واحات الجنوب، الذي أنشأته وكالة الجنوب وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشراكة مع المديرية العامة للجماعات المحلية، وجهة كلميم السمارة وشركاء مؤسساتيين محليين ووطنيين، أربعة محاور أساسية: تهم دعم تعميم المخططات الجماعية للتنمية بالأقاليم الخمسة التي يستهدفها البرنامج، وهي كلميم، طاطا، طان طان، طرفاية وآسا الزاك؛ وتعزيز مناخ الاستثمار المستدام ذو الأثر الاجتماعي القوي على المنطقة؛ وتجميع جهود المغاربة المقيمين بالخارج ودعم انخراطهم في التنمية المحلية؛ فضلا عن التدبير المستدام للموروث الثقافي والطبيعي لمناطق الواحات والمناطق الجافة وملاءمتها مع التغيرات المناخية.
