الصراع السابق لأوانه بين شباط و بنكيران حول منطقة الجنوب الشرقي

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

لحسن سويري

قاما كل من رئيس الحكومة، الأمين العام لحزب العدالة و التنمية عبد الإله بنكيران وغريمه السياسي عمدة مدينة فاس، الأمين العام لحزب الإستقلال حميد شباط، نهاية الأسبوع الماضي بزيارة للجنوب الشرقي، حيث حلَّ الأول بمدينة الرشيدية على هامش انعقاد المؤتمر الجهوي الإستثنائي الخاص بجهة “درعة تافيلالت” بهدف إعادة الهياكل الحزبية فضلا عن تنصيب كتابة جديدة للحزب بالرشيدية..
هذا، في ما اختار الثاني، عاصمة الورود كقاعدة لقصف حزب المصباح في شخص أمينه العام عبد الإله بنكيران الذي وصفه بالكذاب، محملا إياه مسؤولية كل الأعطاب التي باتت تصيب المجتمع المغربي..
زيارة بنكيران بين الترحيب والإنتقاد
إستعمل ابن كيران، أسلوبا ذكيا وبسيطا استعرض بواسطته أهم القرارات السياسية المتخذة، خصوصا المتعلقة بإصلاح صندوق المقاصة و المشاريع المنجزة منذ توليه رئاسة الحكومة، ما مكن الأمين العام لحزب المصباح من كسب قلوب الحاضرين الذين لم يخفوا إعجابهم وتفاعلهم مع خطابه، حيث كانت قوة التصفيقات التي تقطع كلام بنكيران من حين لآخر، تُسمع من بعيد، دون أن نغفل الترحيب الحار الذي حظي به عند وصوله إلى المكان الذي نصبت فيه منصة الخطابة..
ما زاد من عطف الجمهور الذي حضر بكثافة المهرجان الخطابي على رئيس الحكومة المغربية، اعترافه ببعض المعيقات التي تعيق خطوات الحكومة للوصول إلى ما انتخبت لأجله.
زيارة بنكيران لمدينة الرشيدية في هذا الوقت الحساس لم تسلم من الانتقادات، حيث وصفها محمد برشي بزيارة انتهازية لا تحمل أية دلالة، بقدر ما هي محاولة لاستمالة الأصوات الانتخابية بهذه المنطقة التي تعرف ساكنتها بحسن النية و يقبلون بلدغة الأفعى من نفس الجحر عدة مرات، في ما تساءل عدد كبير من المواطنين، عن سبب عدم قدوم بنكيران إلى مركز جهة درعة تافيلالت أيام الفيضانات التي اكتسحت المنطقة، معتبرين، بأن الزيارة الحالية، ليست إلا دعوة للالتحاق بحزب المصباح الذي يسعى بشتى الطرق إلى حشد عدد كبير من المنتخبين، للظفر برئاسة جهة درعة تافيلالت في الاستحقاقات القادمة.
شباط يلعب على ورقة الأمازيغية بمدينة الورود
لم يشأ الأمين العام لحزب الميزان، أن تفوته فرصة تعزيز شعبيته ، و السعي وراء كسب عطف الأمازيغ بالجنوب الشرقي، من جهة طول اللقاء الذي عقده بقلعة مكونة، ومزاحمة غريمه السياسي من جهة أخرى.
في هذا السياق، يقول الإعلامي جمال امدوري:”شباط أراد اللعب بورقة الأمازيغية بإظهار نفسه كمدافع عن القضية الامازيغية، وفي ضرورة اعتبار فاتح السنة الامازيغية عيدا وطنيا، مع العلم، أن حزب الإستقلال من أشد المتعصبين للفكر العروبي، الذي تعكسه بجلاء ويظهر ذلك في خطابات شباط ، الذي يتحدث كثيرا عن “المغرب العربي” و”العالم العربي”.
اعتماد شباط على ورقة الدفاع عن الامازيغية لكسب ود و عطف الحضور، لم يكن أبدا بالأمر الهين، حيث وقع في الكثير من الأخطاء التاريخية في حق الأمازيغية و الأمازيغ.
في هذا الصدد صرح الناشط الأمازيغي والفاعل الإعلامي أحمد الحباري، المعروف محليا بـ”سيفاوين” أنه تعرض لتعنيف لفظي مباشرة بعد نهاية اللقاء حين طالب بفتح حوار مع القيادات الذي جاءت إلى قلعة مكونة لتمرير مغالطاتها التاريخية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *