السعودية ترفض المعلومات عن أوامر بقتل خاشقجي باعتبارها “أكاذيب”

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

أ ف ب

رفضت السعودية  اليوم السبت 13 اكتوبر ، المعلومات التي تتداولها وسائل إعلام عن أوامر صدرت بقتل الصحافي السعودي جمال خاشيقجي الذي فُقد أثره بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول مطلع الشهر الجاري معتبرة أنها “أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة”.

 

ويزور وفد سعودي تركيا لاجراء محادثات حول هذه القضية التي يمكن أن تهدد العلاقات الهشة بين البلدين وقد تترك تداعيات خطيرة أيضا على علاقات المملكة بالغرب وجهود ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لادخال اصلاحات في البلاد.

 

وتأتي قضية اختفاء الصحافي كاتب مقالات الرأي في صحيفة واشنطن بوست والذي كان ينتقد سلطات بلاده، في وقت غير مناسب للرياض التي تستضيف مؤتمرا إقتصاديا كبيرا من 23 الى 25 تشرين الاول/اكتوبر الجاري حيث بدأت عدة مؤسسات تعلن الغاء مشاركتها به.

 

وأعلن وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) فجر السبت إنّ “ما تمّ تداوله بوجود أوامر بقتله (خاشقجي) هي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة تجاه حكومة المملكة المتمسّكة بثوابتها وتقاليدها والمراعية للأنظمة والأعراف والمواثيق الدولية”.

 

وأعرب الوزير السعودي عن “شجب المملكة واستنكارها لما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من اتهامات زائفة وتهجّم على المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا على خلفية قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي”.

 

ونقلت واس عن الوزير “حرص المملكة التّام على مصلحة مواطنيها في الداخل والخارج وحرصها بشكل خاص على تبيان الحقيقة كاملة في موضوع اختفاء المواطن جمال خاشقجي”.

 

ويأتي ذلك بعدما أوردت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مسؤولين أتراك بناء على تسجيلات من داخل مبنى القنصلية، بان خاشقجي تعرض للتعذيب وقتل داخل القنصلية.

 

وفقد أثر الصحافي السعودي بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 اكتوبر الحالي لاتمام معاملات إدارية استعداداً لزواجه من خطيبته التركية خديجة جنكيز. وبعد أربعة أيام أعلن مسؤولون أتراك لوسائل اعلام محلية انه قتل داخل مبنى القنصلية.

 

أوفدت السعودية فريق عمل الى تركيا لم تعرف هويات أعضائه، سيجري محادثات مع مسؤولين أتراك في نهاية الاسبوع في انقرة بحسب ما أورد الاعلام التركي الرسمي.

 

ورحبت الرياض بتشكيل فريق العمل المشترك بين السعودية وتركيا. ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية الجمعة عن مصدر سعودي مسؤول إنه يرحب ب”تجاوب” تركيا “مع طلب السعودية “تشكيل فريق عمل مشترك يجمع المختصين في البلدين الشقيقين للكشف عن ملابسات اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي”.

 

كما نوه وزير الداخلية السعودي السبت بحسب واس، بـ”التعاون مع الأشقاء في تركيا من خلال لجنة التحقيق المشتركة وغيرها من القنوات الرسمية”، مشدّداً على “دور وسائل الإعلام في نقل الحقائق وعدم التأثير على مسارات التحقيق والإجراءات العدلية”.

 

وأوردت صحيفتان تركيتان “ميلييت” و”سوزجو” ان خاشقجي كان يضع عند دخوله القنصلية ساعة ذكية موصولة بهاتف نقال أعطاه لخطيبته التي كانت تنتظره في الخارج.

 

وذكرت صحيفة “ميلييت” التركية أن ضباطا أتراك اطلعوا على تسجيلات صوتية مرسلة من الساعة الذكية وأنه يمكن سماع “الجدال والصراخ” في التسجيلات. وقالت صحيفة سوزجو إنّه يمكن فقط الاستماع إلى “بعض الأحاديث”.

 

وأثارت قضية اختفاء خاشقجي قلقا واسعا في الخارج لا سيما لدى حلفاء الرياض.

 

 

تأتي تطورات هذه القضية فيما تنظم الرياض مؤتمرا اقتصاديا كبيرا تحت عنوان “مبادرة مستقبل الاستثمار” للعام 2018 من 23 الى 25 اكتوبر ،الجاري و أطلقت عليه تسمية “دافوس في الصحراء” تيمنا بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

 

فيما تتزايد التساؤلات حول مصير خاشقجي، قررت مؤسسات كبرى في مجال الاعمال وأخرى إعلامية الانسحاب من المؤتمر.

 

لكن وزير الخزانة الاميركي ستيف منوتشين أكد السبت على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي السنوية في بالي باندونيسيا انه سيحضر الاجتماع مع متابعة تطورات التحقيق.

 

وقال “بالطبع أود ان أعبر عن قلقي إزاء مصير خاشقجي” مضيفا “نتطلع لمعرفة نتائج التحقيق”. لكنه أضاف “الجواب في الوقت الراهن هو انني ساشارك” موضحا “لكن اذا ظهرت معلومات في الاسبوع المقبل، سآخذها بالتأكيد بالاعتبار”.

 

من جهتها، اعتبرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد السبت ان قضية اختفاء الصحافي السعودي “مروعة” لكنها لا تزال تعتزم الحضور الى السعودية للمشاركة في المؤتمر.

 

وقالت لاغارد في بالي إن “حقوق الانسان وحرية الاعلام هما أمران أساسيان، لقد تم التداول بأمور مروعة، لكن يجب أن أتابع أعمال صندوق النقد الدولي في كل أنحاء العالم”.

 

وتابعت “حين أزور دولة ما، أقول على الدوام ما أفكر به” وفي “هذه المرحلة، لا أنوي تغيير خططي مع التنبه الشديد لما يرد في الايام القليلة المقبلة”.

 

وكانت بلومبرغ وصحيفتا “فايننشال تايمز” و”نيويورك تايمز” قررت الانسحاب من مهمة رعاية المؤتمر وسط التساؤلات عن مصير الصحافي السعودي.

 

وقال الرئيس التنفيذي لشركة اوبر لخدمات النقل دارا خوسروشاهي أنه لن يشارك في المؤتمر “إلا بعد أن تظهر مجموعة مختلفة تماما من الحقائق” مؤكداً أنه “منزعج للغاية من التقارير”.

 

كما أعلن رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، مؤسس مجموعة فيرجين، أنه علق اتصالات ترتبط بمشاريع سياحية في منطقة البحر الأحمر بالسعودية بسبب اختفاء خاشقجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *