ربورتاج خبري-“الجامعة المتجددة-الإجازة رهان التأهيل الأكاديمي والإندماج المهني”:البحث في محتوى الجودة التعلمية

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

استقطبت مسألة ملائمة المهارات المعرفية في البرنامج التربوي والتعلمي الوطني، وتآلف وتماثل الخبرات المكتسبة على مستوى مختلف مراحل تدرج الأسلاك التعليمية، وانضباطا، مع بداية التلقي العلمي للمادة المعرفية، خصوصا ضمنها المتقدمة  في مبحث التأهيل، والمهتمة بالدراسة البحثية، على الأقل، انطلاقا من سلك التعليم الثانوي بمستوييه الإعدادي والتأهيلي، حيث تفتح زاوية التحضير الذي يرتب على أولوية الإحتياجات، وأهمية التوجه نحو صياغة مشروع تعليمي تتوفر لديه إمكانات المطابقة مع شروط التحديث للبرنامج التعليمي، وفي اتساق مع الأهداف الإجتماعية من العملية التربوية في رمتها، وتحقيقا لانخراط الفاعل في حركية استدامة التنمية، (استقطبت مسألة الملائمة للمهارات التعلمية) اهتمام الفاعل المتدخل في افتحاص المنظومة التربوية والتعلمية، أمام تراجع المردودية التي أنذرت بوشوك الدخول في أزمة تعلمية، معرفية، علمية.

أزمة أشرت على بوادرها بشكل جلي مع اعتماد “عشرية التعليم”، التي أعلنت انتكاسة في البرنامج التربوي الوطني، ورصد لها “ميثاق التربية والتكوين” لتجاوز عثرات التكوين، وحذرت من ترسباتها في شكل توجيهات، التعليمات الملكية، التي تفجرت أخيرا في ما بين خطاب العرش 2018، وخطاب الذكرى 67 على ثورة الملك والشعب، واللذين في إطارهما المؤسس لإصلاح منظومة التربية والتعليم الوطنية، يقع اللقاء البيداغوجي الوطني حول “الجامعة المتجددة، الإجازة رهان التأهيل الأكاديمي والإندماج المهني”، الذي انطلقت أعماله بمراكش تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، محمد السادس، في 2 من أكتوبر من السنة الجارية 2018، والمرتقب أن يمتد إلى 3 من ونفس الشهر، ورأس جلسته الإفتتاحية، رئيس الحكومة، الدكتور سعد الدين العثماني، إلى جانب وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، وكاتب الدولة بنفس الوزارة، خالد الصمدي.

رئيس الحكومة سعد الدين العثماني- “التعليم الأولي مفتاح التقدم والنهوض وتحقيق التنمية”   في خارطة الإصلاح للتربية والتكوين

 

 

اتفاقا مع توجه الإصلاح للمنظومة التربوية الوطنية، وثق رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، في افتتاح أعمال اللقاء، أن “الحكومة تعطي للتعليم أولوية باعتباره مفتاح التقدم والنهوض وتحقيق التنمية”، مستزيدا القول في شأن الرعاية التدبيرية لقطاع التربية والتعليم في التوجه الحكومي، بـتأكيد القول “إننا نعطي للتعليم أولوية ونعتبره مفتاح التقدم والنهوض ومفتاح التنمية، وقد أكدنا على ذلك في البرنامج الحكومي، وأظن أننا لحد الساعة وفي هذه المرحلة وفينا بجزء مهم من هذا الوعد”؛ مسجلا التدخل الملكي في خطاب العرش للسنة 2018، المتسم بصرامة التوجيه نحو بلورة رؤية متزنة، واعدة بالإرتقاء بالأسلوب التربوي الوطني، وفي استجابة لمعطيات الأهداف الإجتماعية، المعرفية والعلمية من العملية التعلمية، بالقول في هذا الشأن أن “خطاب العرش أعطى دفعة قوية لهذه الرؤية ، وبعدا اجتماعيا قويا لعمل الحكومة ، مجددا التأكيد على أن التعليم مهم جدا ، وأطلقت فيه أوراش عديدة بدأ بعضها يتحقق على أرض الواقع”.

وإذا كان التعليم “المبتدئي- الأولي”، الذي يرى أن تقدم نفس العملية التربوية، ومحتوى الجودة المرتقبة في خلال هذا التقدم التحصيلي المتدرج عبر أسلاك تعليمية، كشفت كلمة رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، في خلال نفس اللقاء البيداغوجي الوطني، أن “الحكومة أطلقت برنامج تعميم وإصلاح التعليم الأولي ، وهو برنامج طموح يأتي في سياق الاستراتيجية الوطنية للتربية والتكوين 2030-2015، وكذلك برامج أخرى تلتها وأخرى سيتم إطلاقها مستقبلا ، مؤكدا على الحرص على متابعة تنفيذ البرامج الطموحة والمهمة التي أطلقت في هذا الورش”، الذي يعول في إخراجه وإنجاحه على المسئولين، بالقول أن “تنفيذ هذه البرامج بيد المسؤولين الجهويين والإقليميين المطالبين بالتعبئة”، في ما اعترضت كلمة خلال اللقاء، لما وصف برنامج مدرسة المستقبل، التي تعد إحدى المعطيات الأساسية في برنامج إصلاح منظومة التربية والتعليم الوطنية.

برنامج “مدرسة المستقبل” الذي أطلقته الوزارة، ويتوخى تكوين 20 ألف مدرسة ومدرس سنويا، وذلك، في أفق تكوين 200 ألف مدرس بحلول عام 2030، بإعمال الإجازة المهنية، التي موكول إنجاحها إلى رؤساء الجامعات وعمداء الكليات، وذلك، في أمام تحقيق الجودة التي سلك لبلوغ تحققها بالمنظومة التربوية الوطنية، أكثر من إجراء، ولا يزال يتحرك في إطارها برنامج تيسير الذي يبتعد عن الإستهداف الجغرافي، ويقوم على الإستهداف الإجتماعي، الذي يرمي بالإضافة إلى مساعدة الأسر الهشة، مغالبة الهدر المدرسي الذي يعتبر أحد الإنكسارات التي يعرفها النظام التربوي الوطني، إذ أبان رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني في خصوص سياقه، أن “البرنامج يسعى لرفع عدد الأطفال المستفيدين إلى 2 مليون و700 ألف طفل بدءا من شهر يناير المقبل” ، معقبا، بأن الرقم “رقم غير مسبوق سيسهم في محاربة الهدر المدرسي ومساعدة الأسر الفقيرة والهشة على استمرار أبنائهم في الدراسة”.

 

وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي- إنجاح استراتيجية تحقيق الرهان يستدعي إعادة النظر في الوضعية الحالية للمؤسسات الجامعية  

 

رهانات تنتظر العملية التربوية، كما تلخصها كلمة رئيس الحكومة، الدكتور سعد الدين العثماني، وكما هي تلقي بتنفيذ برنامج إنجاحها إلى المسئولين المحليين، الإقليميين، الجهويين والوطنيين، فإن وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، يرتئي في أفق تحقيق تلك الرهانات النظر في وضعية الجامعة، بالقول، أن “إنجاح الرهانات التي تواجهها الجامعة الوطنية اليوم، خاصة، في ما يتعلق بضرورة ربط التكوينات بحاجيات سوق الشغل وتيسير اندماج الخريجين في الحياة العملية، يستدعي منا حتما، إعادة النظر في الوضعية الحالية للمؤسسات الجامعية ذات الإستقطاب المفتوح، وذلك، من خلال بلورة تصور شمولي يمكن من الارتقاء بهذه المؤسسات”؛ ما يمكن يفصح وزيرة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، من “تحويل هذه المؤسسات التي طالما أنتجت العديد من النخب الوطنية من سياسيين وعلماء ومثقفين ومفكرين ، إلى مركز قوة بمنظومتنا التعليمية ، وكذا تجاوز حالة الشعور بالإحباط التي يعيشها الأساتذة الباحثون أمام ضغط الأعداد الهائلة والمتزايدة للطلبة التي تغص بها مدرجات وقاعات الدراسة بهذه المؤسسات بالإضافة إلى عدم تحقيق الأهداف المنشودة والمرتبطة بجودة المستوى المعرفي لهؤلاء الطلبة”.

ويرتكن تحقيق الرهان الجامعي، كما أبان عنه وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، إلى تدابير وإجراءات وردت في خارطة الطريق التي حددها جلالة الملك، محمد السادس، في خطاب العرش للسنة 2018، وفي توجهات الرؤية الإستراتيجية للإصلاح، تدابير وإجراءات تشكل محاور أربعة (4) في خارطة الطريق”إقرار نظام ناجع وفعال في نظم التوجيه وتحسين مدخلات مؤسسات التعليم العالي ذات الإستقطاب المفتوح، قائم على المواكبة المبكرة وبلورة منظور جديد لهذه المؤسسات الجامعية من خلال إعادة تنظيم وهيكلة هذه المؤسسات، واعتماد تخصصات جديدة تراعي متطلبات المرحلة وتطور المهن، وكذا، تنويع العرض التربوي بما يستجيب لمتطلبات التنمية الاقتصادية والإجتماعية وحاجيات سوق الشغل المتجددة والمتحولة”، فضلا، عن “إرساء هندسة بيداغوجية جديدة خاصة بسلك الإجازة، بدءا من تغيير تسمية “الإجازة في الدراسات الأساسية “، وإعادة النظر في الغلاف الزمني لوحدات التخصص ووحدات المهارات الحياتية والذاتية، والتخلي عن التكوينات التقليدية المنغلقة على نفسها وتفعيل نظام اكتساب الوحدات من أجل المواءمة مع الأنظمة المعمول بها حاليا على المستوى الدولي، فضلا عن مأسسة تصور واضح ومندمج لكيفية تطوير الكفايات الحياتية والذاتية للطلبة بالجامعات المغربية ووضع برنامج إجباري للتأهيل في اللغات الأجنبية “، تبعا لتدخل وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، في أشغال اللقاء الوطني حول الجامعة المتجددة : الإجازة رهان للتأهيل الأكاديمي والاندماج المهني”، والذي يقيم باعتباره، لقاء التحفيز الطلابي نحو الإختيارات المعرفية لشعب التكوين.

 

                                                                                                تصوير / محمد حكير

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *