الفنانة نرجس أمنية- نوستالجيا/ حنين في جديد توقيعها القادم

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

أعربت الفنانة ذات المولد بالمدينة مراكش، المتحدرة من أصول صحراوية “نرجس أمنية”، ضمن حديث مقتضب أجرته مؤخرا مع جريدة الملاحظ جورنال الإليكترونية، عن السعي الدائم من خلال تجربتها الفنية نحو ظهور باستطاعته استيعاب التيارات الإبداعية التي يشهد على تعددها مجال الغناء، سيما، تلك الموشومة، المتعلقة بحضور الموضوع الإجتماعي والإنساني وحافظت على حضورهما الأغنية المغربية عند التأسيس والإنشاء، وفي مختلف مراحل التطور الذي عرفه تعاقب إنتاجها الذي أسس لمرجعية فنية، غنائية مشبعة بتعبيرات متأصلة في الذاكرة والعقل والوجدان المغربي الذي يتخذ الأغنية سبيل توجيه ودعوة إلى التعلق بالعلاقات الإيجابية، أكثر منها وسيلة متعة وقتية أو لحظة ترفيه يفرغ منها مع زوال حافز أو دافع الإستمتاع والإنصات، حيث تظل مرددة بالأعماق للتعبيرها “النوستالجي/الحنيني” الذي تحمله واقتحمت به فضاء الأغنية العربية من المحيط إلى الخليج.

ولم يكن لهذه الأغنية أن تحقق هذا الإنتشار بحسب الفنانة “نرجس أمنية”،  لولا السمو الذي رافقها، وعبر عن أصالتها المرتبطة بلسانها وقاموسها الفني على مستوى الكلمة واللحن وتوظيف الإيقاعات الوطنية التي استشربت حركة اليومي من عادات وسلوك وتقاليد، وجعل منها أغنية رغم مظاهر التحديث الذي خضعت له، أقرب إلى الأغنية الفلكلورية التي تحتفي بوجودها الشامل الذي يمدها بإكسير الإستمرار في الإبداع وملائمتها مع أصول الأغنية المعاصرة التي تعتمد على الإيقاع الذي يعد أصلا يقيم لعلاقتها مع التراث الوطني الذي يميزه على هذا المستوى التنوع المطبوع بالخصائص المحلية العيشية والجغرافية بالمناطق المغربية، والمشترك في منطلقات تشكيل مركزية أكثر ما تظهر في أن هذا التنوع الإيقاعي الوطني امتداد لذاكرة وطنية مشتركة.

في سياق هذه الإختيارات الفنية، كشفت الفنانة “نرجس أمنية” للجريدة ضمن نفس الحديث، عن التحضير لمشروع غنائي يستمد  موضوعه من ظاهرة اجتماعية وإنسانية، تخلد للإغتراب والتفكك، ظاهرة “الفراق” الذي كما يمكن أن يجسده موت الوالدين خصوصا إذا ما تقارب زمن الغياب الأبدي ولم يفصل بين موت أحد الوالدين غير أيام قد تحسب على رؤوس الأصابع، وبما يعنيه ذلك، من خلاء ويحيل عليه من فقد ويبوسة في العلاقات الأسرية التي تتأثر بحدوثه، ويستشعران في مرارة الحنين وقسوة ذوي القربى، إذ أن “الفراق” هو إعلان للتغيير والتخلي عن نظام عيش وحياة انقلبا إلى كنف غير الوالدين، الأمر الذي يعظم من الإكتواء والحسرة والحزن  والضياع والفراغ، وهو الحاصل الذي يقاومه شعور “الحنين” الذي نستمر من خلاله، مادامت المشاعر تلك تظل مرافقة للإنسان، تستقر في شغافه ولا تبرح ذاكرته التي تحولها إلى أصوات من كلمات وإيقاع وأداء.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *