مدارة حي إيزيكي بمراكش- لحظة الزمن السلوكي المرتد عن المعايير المدينية

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

يتكرر مشهد الصورة وتحتل معاودة حدوثه رمزية الدلالة على توقف الزمن عن الإنتقال من خلال السلوك، من زمن البداوة نحو سلوك الزمن المديني، وفي الإشارة تلك الرمزية على الإختلال الذي لا يزال يصيب المنظومة المحدثة للإنتقال والمتأثرة بأعطاب مخطط التنمية الذي لا محالة يجمع بين تدخل التدبير الجماعي وتصور السياسة العمومية لعملية الخروج من سلوك زمن البداوة نحو سلوك الزمن المديني، ويبرهن على وقوع الإنتقال بينهما السلوك اليومي الذي يحمل عادة في ممارسة المشهد العيشي الذي يقوم بتقييم لحظة الزمن القائمة التي تحدد من السلوك، حيث تكمن قيمة الإنتماء.

قيمة الإنتماء هذه وجه التعبير عنها الجماعة البشرية التي يرى اندماجها في لحظة الزمن السلوكي في التجمعات وفي استغلالها لمكان التعبير الذي يحتاج إلى استدلالية الفعل/السلوك لإحداث الملائمة بين لحظة الزمن السلوكي ومكان التعبير عنه، حصولا للتقييم وإفراز أحد من اثنين كما تحملهما الثنائية الضدية بداوة/مدينية، وإذ لا يمكن اعتصار أحد هذين الطرفين دون مراقبة التجمعات السكانية التي انتشرت خلال العقود الأخيرة بالمدينة مراكش، والتي تكشف عن كثير من الخصاص في مطابقة تصاميم النمو والتوسعة للزمن المديني، الذي يميل إلى المحافظة على النسيج البدوي، كما في حالة الصورة التي ترصد بأكثر من موقع حضري تابع لمنطقة نفوذ مقاطعة المنارة، وتعود الأخيرة إلى مدارة حي إيزيكي الذي يعرف نموا سكانيا وإسكانيا متزايدين، وبحكمهما وعلى غرار مناطق النفوذ للمقاطعة، تتناسل الأسواق العشوائية المحتضنة لحركة رواج تجاري غير مهيكل، يستقطب باعة تعتمد في تحركها على العربات المجرورة، التي تحرر دوابها أثناء التوقف، وتساق نحو الفضاءات الخضراء التي تحدث بالطرقات، وبالمدارات كما بمدارة حي إيزيكي الذي ألتقطت به الصورة.

والعبرة التي يمكن الإنتهاء إليها، أمام عدم إرادة هيكلة الباعة الجائلين طبقا لما تدعو إليه السياسة العمومية المستمدة لتوجهاتها في هذا الباب من التدخل الملكي في العام 2015 في شأن تنظيم الباعة الجائلين، أن يأخذ التدبير للشأن المحلي، بإحداث إسطبلات مجاورة للأسواق الشعبية/العشوائية التي تقصدها العربات التي تجرها الدواب، على غرار مواقف السيارات عند نقاط البيع بالأسواق المصنفة ممتازة، وبإلزام تعريفة ميسرة، وإن كان الأكيد أن إخضاعها للسمسرة العمومية سيقوم على مبدإ “في المقربين أولى”، فعلى الأقل سيتم اتباع مبدأ “أفد واستفد” لإعفاء لحظة الزمن السلوكي بالمدينة من مظاهر البداوة.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *