بورتريه: غييرمو كانو إيسازا أو جائزة يونسكو العالمية لحرية الصحافة

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

في العام 1997، أنشأت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، بمبادرة من المجلس التنفيذي للمنظمة، جائزة اليونسكو/ غيير مو كانو إيسازا العالمية لحرية الصحافة، التي تمنح إلى شخص أو هيئة لقاء تقديم إسهام معتد قي الدفاع عن حرية الصحافة، خلال الإحتفالات الرسمية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة/ يونسكو باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يتزامن منذ إحداث الجائزة في العام 1997، مع 3 من مايو، ودار إحياوها هذا العام بعاصمة أندونيسيا “جاكارتا”، التي تم بها تسليم جائزة اليونسكو/غيير مو كانو إسازا العالمية للعام 2017، التي منحت للصحافي “الإريرتيري” المنقطعة أخباره منذ العام 2005، إلى ابنته “بيت لحم”، التي تحدثت أمام حشد من الصحافيين من حول العالم؛ عن أملها في أن ترى والدها محررا هو و زملاؤه، تقول الأخبار المتناقلة من العاصمة “جاكارتا”. فأين تكمن  مؤهلات الإسهام في الدفاع عن حرية الصحافة، ورشحت “غيير مو كانو إيسازا” إلى أن تحمل جائزة اليونسكو لحرية الصحافة اسمه الذي اغتالته مافيا المخدرات بعاصمة كولومبيا “بوغوتا”؟

ظهرت مؤهلات الصحافي الكولومبي (غيير مو كانو إيسازا)، المزداد في العاصمة “بوغوتا” شهر غشت من العام 1925، ثاني أبناء والده “غابريال كانو فيلاغاس” وأمه “لوس ايسازا دي كانو” في الدفاع عن حرية الصحافة  منذ توليه لإدارة صحيفة “الاسبكتادور” المملوكة للأسرة، والتي التحق بها بعد إنهاؤه التعليم الثانوي، إذ انخرط غيرمو كانو الذي انفتق ولعه بالقراءة منذ طفولته، وتميز وهو بعد شابا بطريقة خاصة في التعبير عن أفكاره وبأسلوبه، في النضال من أجل حرية الصحافة الذي لم ينقطع في مسار طيلته، من خلال فتحه صفحات المجلة في باب “مناقشات” لأشد الآراء والتيارات تنوعا، استنادا إلى المعلومات التي وفرها إعلام المنظمة، الذي استزاد قوله عن “غيير مو كانو” في موقع سكرتير إدارة الصحيفة، وكان يشغله والده “غابريال كانو فيلاغاس”، أنه (كُلِّف بتحرير الباب المعنون “يوما بعد يوم” الذي يعالج مختلف مواضيع الساعة) ومنذ ذلك الحين تقول المعلومات، “تميزت كتاباته باحترام مؤلفها العميق لأفكار غيره، وبخصاله الإنسانية  وعشقه للجمال وحساسيته، مما مكنه من التعبير بنفس السلاسة في الأسلوب سواء تحدث عن متسول أو عن حسناء)، وفي العام 1950، أسس غييرمو كانو مجلة ثقافية تابعة لصحيفة  “الإسبكتادور” صدرت باسم “مجلة الأحد”، وساهم في تحرير مادتها الإعلامية (أفضل كتاب كولومبيا وأشهر المؤلفين في هذا القرن)، وكانت بحسب المعلومات المتحصل عليها من نفس المصدر، (وسيلة مثلى لإطلاق مواهب كولومبية جديدة في الفنون التشكيلية، وتولى العديد من هؤلاء الفنانين رسم الصور المصاحبة للقصص المنشورة في المجلة)، وبعد الحريق الذي أتى على مبنى الصحيفة “الإسبكتاتور” في العام 1952، ووصف بالعمل الإجرامي، عهد والده الذي انسحب من إدارة الصحيفة إلى غيير مو كانو في فترة حرجة من تاريخ كولومبيا السياسي.

وعندما أصبحت الحرية في النهاية حقيقة واقعة في كولومبيا، يقول المصدر (كرس غييرمو كانو كل طاقاته للمطالبة بها لزملائه في سائر مناطق العالم ، كما تبيّن أنه أفضل مراسل عرفته الصحيفة، سواء منذ سفره الأول إلى أوروبا وإفريقيا أو أثناء ألعاب ميونيخ الأولمبية حيث تولى التعليق على المأساة التي وقعت فيها، أو عندما تنبأ من برشلونة في خضم كأس العالم لكرة القدم، أن كولومبيا التي عينت لاستضافة كأس العالم للعام 1986، لن تستضيفها).

تحقيق كولومبيا للحرية السياسية، واكبه مناضلة غييرمو كانو إيسازا لاستبداد مافيا المخدرات من خلال تحرير تعليق أسبوعي تحت عنوان “دفتر ملاحظات”، ويتناول فيه بالمعالجة مختلف القضايا المؤثرة على مستوى تعدد أنواعها، حيث أظهر من خلال هذا التعليق الأسبوعي الذي تولاه (سعيه الدائب إلى تحقيق السلام من خلال الحوار بدلا من السلاح، وبدأ منذ ذلك الحين كفاحـه ضـد تـجـار الـمخدرات الذين هاجمهم مجابهة بشجاعة وقوة وصراحة، دفع حياته ثمنا لها)، يقول المصدر .

أغتيل “غيرمو كانو إيسازا” الذي لم يحظ في حياته بغير الجائزة الوطنية للصحافة، في 17 دجنبر من العام 1986 أمام مقر صحيفته (الإسبيكتادور) في “بوغوتا”، مخلفا وراؤه شهادة الكاتب الكولومبي “غابريال غارسيا ماركيز” الفائز بجائزة نوبل للآداب، عندما تحدث عن الفترة التي عمل فيها في صحيفة “الاسبكتادور”، ويقر من خلالها بالعجز عن (التمييز على وجه اليقين، بين المقالات التي حررها بنفسه وتلك التي كتبها غيرمو كانو)، يظهر المصدر.

أصل المادة الصحافية: مقال منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة/ يونسكو (من هو غيير مو كانو إيسازا)

مصدر الصورة: الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *