ملتقى العيون للسلم والتسامح- المملكة المغربية من طنجة إلى الكويرة: أرض السلم و السلام.. و مشعل محبة ووئام

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

التحرير والصور- المصدر

نظمت كل من

جمعية الإخلاص للتنمية و التضامن و جمعية التكافل و التعاون الاجتماعي

وجمعية الوحدة لأيادي الخير و جمعية رحاب النسائية للتنمية و التضامن الاجتماعي

بتنسيق مع

جمعية أبناء العرائش بالمهجر بمدريد

و بمشاركة

فرع العيون للمنتدى المغاربي للتعبئة الوطنية و الدولية للحكم الذاتي بالصحراء المغربية

و جمعية أصدقاء العيون للتنمية و الأعمال الاجتماعية و جمعية الوفاق للتمنية الاجتماعية

و فرع العيون المرصد المغربي لحقوق الإنسان

بالعيون يومي  12 و 13 أكتوبر 2019

ملتقى العيون للسلم و التسامح

تحت شعار

المملكة المغربية

من طنجة إلى الكويرة

أرض السلم و السلام.. و مشعل محبة و وئام

وقد أستهلت فقرات هذا الملتقى باستقبال أعضاء القافلة العالمية للسلم و اللاعنف المنظمة من طرف جمعية أبناء العرائش بالمهجر بمدريد في المدخل الشمالي لمدينة العيون ليتجه الجميع في موكب مميز نحو محل إقامتهم حيث تم الترحيب بهم بالحليب و التمر و الزغاريد من طرف نشطاء المجتمع المدني بمدينة العيون، وبعد الترحيب بهم من طرف مديرة الملتقى ورئيسة جمعية الإخلاص و التنمية بالعيون السيدة عكيدة عبة، ألقي الأستاذ محمد عالي أحسينة أحد   منظمي الملتقى كلمة ترحيبية في حق أعضاء القافلة العالمية للسلم و اللاعنف، التي كانت تضم عدة أجانب من ضمنهم: -السيد خوسي مينيوس رئيس جمعية تلاقح الثقافات بمدريد، و السيد رفائيل ديلا روبيا رئيس قافلة السلام عبر العالم، و السيدة سونيا بيني كراس باس فيدرالية عالم بدون حروب بالإكوادور-، حيث شكرهم على مبادرتهم الإنسانية العالمية و تكبد عناء السفر و الترحال من أجل نشر ثقافة السلم و اللاعنف.

و أشاد خلال هذه الكلمة بالأدوار الطلائعية التي تقوم بها المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، من أجل السلم و السلام و نشر ثقافة الحوار و الإخاء، و مجهودات جلالته من أجل فك النزاعات و التوجه نحو التعاون المثمر المفيد للجميع، و اهتمام جلالته بالقضايا الآنية للبشرية كالهجرة و التغيرات المناخية و التصدي لكل أشكال الإرهاب، و ترافع جلالته عن قضايا القارة الإفريقية عبر دعوته إلى شراكات شمال جنوب منصفة وعادلة بمنطق رابح-رابح، بعيدة عن الوصاية المجحفة، و حرص جلالته على أن يكون المغرب من بين  أول المدافعين عن  حقوق الإنسان ورقي البشرية و  التنمية المستدامة من أجل الأجيال القادمة.

كما تم استحضار دورالمغفور، له بإذن الله، الملك الحسن الثاني، في فك النزاعات و تقديم النصح و المشورة في الكثير من القضايا و هو الذي قال: ” أن الرجل العاقل هو الذي يستمع للنصائح.. أما الأسلحة فتوجد في كل مكان”، وهو مبدع معجزة الزمان المسيرة الخضراء رمز السلام و الحد الفاصل عن منطق الحرب والعنف، كما تم استحضار المكانة التي تتميز بها بلادنا كمنصة للعديد من الملتقيات القارية و العالمية و التي تهم قضايا السلم و السلام و القضايا الإنسانية الآنية، و استحضار المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وتعاون المملكة المغربية المستمر مع الأمم المتحدة من أجل حل النزاع المفتعل بالصحراء المغربية و إنهاء معاناة المحتجزين بتندوف الجزائرية، الذين يعيشون في ظروف لاإنسانية تحت رحمة مليشيات البوليساريو المتحكم فيها من طرف العسكر الجزائري و التي إتخذتهم كرهائن لإبتزاز المجتمع الدولي و استجداء المساعدات الإنسانية التي لا تصل إليهم و يتم بيعها في أسواق مجاورة من طرف قيادة البوليساريو و المتحكمين فيها.

كما تم استحضار المبادرة الشجاعة للملك محمد السادس للجزائر من اجل إنشاء آلية مشتركة للتشاور من أجل حل القضايا الخلافية، و فتح الحدود لما فيه مصلحة الشعبين المغربي و الجزائري، و لم تفوت الكلمة المكتسبات التي حقق المغرب في المجال الديمقراطي بتبني دستور 2011 و نهج الديمقراطية التشاركية، و إنشاء المجلس الأعلى للمنافسة و المجلس الوطني لحقوق الإنسان، و خاصة، كل من اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان للعيون-السمارة و اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بلداخلة-أوسرد، بالإضافة، للنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على إنطلاقته سنة 2015.

و في اليوم الموالي و بعد جولة بمدينة العيون تمت زيارة مدينة المرسى (ميناء العيون )، حيث تم إستقبال الوفد من طرف السلطات المحلية و ممثلي المجلس البلدي للمرسى و أفراد من المجتمع المدني للمرسى، وقام الجميع بجولة بمركز الثقافة الحسانية بالمدينة، قامت خلالها السيدة دادا منت اخوالها رئيسة المركز و إحدى منظمات هذا الملتقى بإطلاع الوفد على محتويات المعرض التراثية و تقديم شروحات حولها،.بعد ذلك، تم  تنظيم ندوة علمية حول السلم و السلام تحت عنوان ” المغرب.. تجانس الثقافات و الأديان، صناعة للسلم السلام”.

شارك فيها بالإضافة للأستاذ محمد عالي أحسينة ، السيد خوسي مينيوس رئيس جمعية تلاقح الثقافات بمدريد، و السيد رفائيل ديلا روبيا رئيس قافلة السلام عبر العالم و السيدة سونيا بيني كراس باس فيدرالية عالم بدون حروب بالإكوادور، و تم تأطيرها من طرف كل من الأستاذ أحسينة و الفنان التشكيلي محمد الصياد.

تم  خلال هذه الندوة، بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم و الإستماع للنشيد الوطني، افتتاح الندوة بمداخلة الأستاذ محمد عالي احسينة الذي تحدث عن الأمن و الإستقرار كحق من الحقوق الفردية و الجماعية التي ينبغي صيانتها و الدفاع عنها عبر الآليات و الهيئات الدولية،  و عبر تدعيم و تقوية الديمقراطية في مناطق النزاعات، و صرح أن أول الحقوق الإنسانية هو الأمن و السلام و في غيابهما تغيب كل الحقوق و يتخلى الأفراد عن كل شيء حتى أوطانهم ليجدوا أنفسهم لاجئين جماعيين أو فرادى، كما قال، إن الحقوق الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية لا تقل أهمية عن حقي الأمن و الإستقرار و صونهما مسؤولية دولية و أممية، و الإنخراط في ذلك، واجب كل دول في العالم.

و أشاد الأستاذ محمد عالي بدور المملكة المغربية في نشر هذا التوجه نحو السلم و السلام و اللاعنف، و تشجيع حوار الأديان و الثقافات، و ما زيارة قداسة البابا فرانسيس،  30 و 31 مارس 2019 ، للمغرب إلا تأكيدا لمكانة المغرب في هذا الباب، و الذي عٌرف عبر تاريخه العريق بالتعامل الجيد و النظرة المتسامحة مع كافة الطوائف الدينية، و تحدث الأستاذ عن دور المغرب في دعم السلام و الإستقرار في العديد من البلدان التي تعرف نزاعات و ضحى خلالها بدماء أبنائه في بعثات حفظ السلام، و أشاد بالتدبير الحكيم و الرزين للمملكة المغربية مع الدول المجاورة في كل القضايا المشتركة و الأزمات التي يتم إفتعالها و تغليبه المستمر للغة الحوار و اللاعنف، و استثمار مكانته الدولية في حل الخلافات أو عبر الآليات الدولية   الأممية، و خلال مداخلته سلط الأستاذ الضوء على ما  يتعرض له الصحراويون بمخيمات تندوف من تعامل لا أنساني ينضاف إلى ظروف الإحتجاز القسري في ظروف طبيعية صعبة، و غياب أبسط الحقوق و قمع حرية التعبير.

وذكر، بقضية الخليل أحمد ابريه المختطف منذ إحدى عشر سنة بسجون الجزائر بتواطؤ مع قيادة البوليساريو، و قضية الناشط والمدون المعتقل بسجون البوليساريو غير شرعية محمود زيدان الذي كان يكتب عدة تدوينات ومقالات عن فساد قيادة البوليساريو، و قضية مولاي أبا بوزيد، وهو عضو في « المبادرة الصحراوية للتغيير» ومعروف بانتقاده لقيادة الجبهة على مواقع التواصل الاجتماعي، الناشط فاضل ابريكا، المنتمي بدوره إلى «المبادرة الصحراوية للتغيير» والناطق الرسمي باسم تنسيقية الكشف عن مصير الخليل أحمد.. و ما خفي كان اعظم.

و أشاد الأستاذ أحسينة بمناخ الأمن و الإستقرار الذي تنعم به الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، و التطور التنموي الذي شهدته منذ استرجاعها.. دعم و تثمين الثقافة الحسانية و إنشاء قطب إعلامي عمومي يعنى بالصحراويين و الثقافة الحسانية و دعم حقوق الإنسان بإنشاء لجنتين جهوييتين لحقوق الانسان، و دعم الديمقراطية المحلية من خلال إنتخابات نزيهة يشارك فيها الصحراويون و يختارون من بينهم من يدبر شؤونهم، ليتوج كل هذا بالنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أشرف على انطلاقنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده سنة 2015، و يتعزز بمشاركة منتخبي الصحراء في كل كبيرة و صغيرة تخص المنطقة، مؤكدا، أن لا شراكة سياسية أو اقتصادية إلا باحترام  الوحدة الترابية للمملكة  المغربية، و الصحراويون لا يقبلوا مصادرة تنمية منطقتهم و الإستفادة من خيراتها بسبب أي توجه أو نزاع مفتعل أو أزمة مبتكرة.

أما مداخلة السيد خوسي مينيوس، فقد تناولت أهداف القافلة العالمية للسلم و اللاعنف، و أجواء الإستقبال التي عرفتها مسيرتهم في كل المدن التي زارتها بالمغرب، و أعرب عن سعادته بثقافة التسامح التي يتمتع بها المغرب، و قال، مندهش للدور الذي تقوم به المرأة في المجتمع المدني من خلال ما شهده في المدن المغربية التي زارتها القافلة، و خصوصا، في المدن الجنوبية من خلال رئيسات الجمعيات المنظمات لملتقى العيون للسلم و التسامح، مذكرا، أنه على النساء النضال من أجل الحصول على المكانة التي يستحقونها في المجتمع، و معتبرا أن القوانين و حدها لا تكفي، بل الواجب النضال من أجل تغيير العقليات داخل المجتمع و توجيهه نحو ثقافة المناصفة، و قال أنه إذا كان ما لاحظت من قيادة نسائية للمجتمع المدني يجب أن ينعكس عليها في مناصب المسئولية الرسمية,

أما السيدة سونيا بيني كراس باس، فقد تحدث خلال مداخلتها، عن دور المجتمع المدني في نشر ثقافة السلم و السلام، و اعتبرت أن السلام لا يصنع بمعزل عن الحقوق الإقتصادية و الاجتماعية و السياسية، و أن البطالة و عدم تكافؤ الفرص و قمع الحرية و تبخيس الإبداع، كل هذا يعد من أشكال العنف.

أما السيد رفائيل ديلا روبيا، فقد تحدث على أهداف قافلة السلام العالمية، و تطرق لعدة قضايا دولية، كالمجهودات الدولية من أجل حظر التسلح النووي، و أزمات دولية كأزمة الكوريتين و أزمة الهجرة من السالفادور إلى الهوندراس نتيجة الفقر و عنف العصابات، و تطرق إلى مثال جدار برلين الذي فرق سابقا الألمانيتين، و مشكل كشمير الذي لازال مصدر توتر دائم بين الهند و الباكستانن، و قال، أن زيارتهم للعيون خلال القافلة العالمية للسلام، يندرج في دعوة المجتمع الدولي من أجل حل النزاعات عبر الحوار و نبذ كل أشكال العنف و تقويض السلام.

و في نهاية الندوة تم توزيع شواهد تقديرية على المشاركين في الملتقى، ليرفع المنظمون و المشاركون برقية و إخلاص للسدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده.

وفي مساء اليوم الثاني تم نتظيم حفلة فنية على شرف المشاركين. ليقوم الوفد بعد ذلك، بزيارة بعض المرافق الإقتصادية بمدينة المرسى ( ميناء العيون) ثم العودة للعيون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *