زمن الإصلاح التربوي بجهة مراكش-آسفي: رؤية الإصلاح وتحصيل التفعيل

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

من العشرية إلى المخطط الإستعجالي ورؤية 2015-2030- انتقال دون مقاربة دياليكتية في إصلاح التربية والتكوين

بقراءة الجهود التي أوردتها خلال العام الدراسي 2017- 2018 والعام الدراسي 2018- 2019، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش-آسفي، تستبصر القيمة الإدارية لاختلالات المنظومة التربوية بالجهة، واستصعابات التحقيق لرؤية الإصلاح لقطاع التربية والتعليم، والسعي خلال نفس العامين الدراسيين على بلورة مخططات وبرامج النهوض بالقطاع، الذي وبحسب ما يستشف من ملاحظات حول التقرير الذي أصدره المجلس الأعلى للتربية والتكوين، بأن رافعاته الثلاثة الأساسية (الإنصاف) و (الجودة) و(الإرتقاء) قد سجلت عجزا، من المحتمل جدا أن يرتبط بفقدان محور الملائمة في تثمين مكتسبات مراحل التطبيق للبرامج / الرافعات الثلاثة، وإقواء المردودية المترتبة عن انخراطها في عملية النهوض بقطاع التربية والتكوين، وأيضا، إلى غياب الرصد الديالكتيكي لعملية الإنتقال من برنامج إلى آخر في مقابل معطيات الإصلاح كما هي واردة في ميثاق التربية والتكوين، وشكلت أصلا في مبارزة مجمل البرامج الوطنية للإرتقاء بالتعليم وتحقيق الجودة التي سُعِيَ إلى إنجازها من خلال الرؤية الوطنية المتضمنة في الإستراتيجية الوطنية لإصلاح التعليم 2015- 2030، أمام عجز البرامج والمخططات التربوية التي استهلكت على الأقل زمنا تربويا يمتد من سنة 2000 إلى سنة 2010 ، أو ما كان يعرف حينها “عشرية المثاق الوطني للتربية والتكوين”، والمرحلة الإنتقالية كما مثلها “المخطط الإستعجالي”، الذي جاء أمام الرؤية الإستراتيجية 2015- 2030، وارتكزت على الرافعات الثلاثة (الإنصاف- الجودة- الإرتقاء).


إن ما يفسر عملية الإنجاز البطيء لإصلاح قطاع التربية والتكوين، هو هذا التزاحم الزمني في تحقيق أهداف وبرامج النهوض بالعملية التعليمية، وهذا الإنتقال المتسارع بالأهداف الذي أثر بأجرأة التفعيل التطبيقي للمخططات على حضور العملية الدياليكتيكية في التنزيل، وبالتالي فإن الإهتمام بالبيانات والإحصاءات جل ما يفاد منها اهتمام بالعملية الكمية دون تحقيق النوعية، ومن ثمة يكون الإنقطاع الدراسي والمغادرة المبكرة في العملية التربوية والتعلمية، أقدر على الإنجاز منها على الإستثباب واستقرار مؤشرات النمو المستديم بالرافعات الثلاثة (الإنصاف- الجودة- الإرتقاء) في عملية الإصلاح، وضمن عملية تجاوز الأسباب المساعدة على إحداث تصور ثقافي من شأنه شَدَّ المتتلمذة إلى بلوغ المراحل المتقدمة، والمنافسة على الإلتزام بالفصل التعلمي الذي لن تعد في إطاره المراحلتين الإبتدائية والإعادادية غير مرحلتيتن مهيأتين في لمستقبل العملية التعليمية، وحيث هنا تبدو المفارقة أركن ما يواجه به سير عمل الأكاديميات التي هي نتاج مرحلة ما بعد “الميثاق الوطني للتربية والتكوين” وتفصله عن تأسيسها مرحلة “المخط الإستعجالي، والتي في إطارها لا يمكن أن يستهان أو يجحد بجهود رامت تحسين مردودية التعليم في إطار الرؤية الإستراتيجية 2015- 2030.
التقرير الذي أصدره المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي خلال هذا الأسبوع الجاري، يصنف أكاديمية التربية التكوين بجهة مراكش-آسفي ضمن سلم الجهات (الأكثر تأثرا بالإنقطاع الدراسي)، وهذا التوصيف يمكن قراءته بكيفية إيجابية، إذا ما وضع في الحسبان بطء عملية الإنتقال لدى الأسر من التعليم التقليدي إلى التعليم الحديث، ومن التعليم الحديث إلى التعليم المعاصر الذي يستوثقه التعليم بالأهداف، بالإضافة، إلى البنية التحتية التي لا تستجيب لحاجات التعلم المعاصر، ولا تزال أكاديمية التربية والتكوين تذخر كل الجهود المتوفرة والمتاحة في مناضلتها، بحسب المعطيات التي سبق وكشف عنها المدير الجهوي للتربية والتكوين بنفس الجهة مولاي أحمد لكريمي، وتعكس جهود أطر الأكاديمية على استيفاء منصوص الرؤية الإستراتيجية لإصلاح التعليم 2015- 2030، من خلال المؤشرات التي يتم الكشف عنها ضمن عملية متواصلة ومستمرة مع الإعلام الجهوي.

ندوة شتنبر 2019- الدخول المدرسي 2019 من الإلتحاق العادي إلى الإلتحاق المركب

الإنتقال من عملية التعليم الحديث إلى التعليم المعاصر المرتبط بالإهداف، مثل أبرز المحاور التي قاربها مدير الأكاديمية للتربية والتكوين مولاي أحمد لكريمي، في الندوة الصحافية التي عقدها خلال شهر شتنبر 2019، ورامت إدراك الرأيين الإعلامي والعام بالجهة، للعرض التربوي والتعليمي الذي رافق الدخول المدرسي برسم السنة الدراسية والتعليمية 2019- 2020، على مستوى منطقة النفوذ التربوي للأكاديمية، والإنباء بمستجدات المنظومة التربوية الوطنية على مستوى نفس منطقة النفوذ التربوي لذات الأكاديمية، باعتبار المحاميل السياقية التي أخرجت الدخول المدرسي من الدرجة العادية (الإلتحاق)، إلى درجة (التركيب)/ (الإلتحاق المصاحب بالأهداف)، والذي يرتبط بتطبيق مخططات (الإلتحاق)، في إطار استراتيجية الإصلاح للمنظومة التربوية ضمن خاصياتها المحلية والجهوية، وشروط الإستقبال والبرمجة المواكبة لإمضاء عام تعلمي مكتمل الأركان، حيث في ظل ذلك، أفرز حديث المدير الجهوي لنفس الأكاديمية، المعطيات المميزة لذات الموسم الدراسي، والتصقت في إطار العملية التعلمية برسم نفس الموسم الدراسي، بمستويات الدعم الإجتماعي وبنية الإستقبال وتوجهات الدعم التربوي، والجوانب الأخرى المتصلة بعملية القطع مع الظواهر السلبية في ذات المنظومة التربوية ضمن مستواها الجهوي.

وأبرز خلال مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش- آسفي، مولاي أحمد الكريمي، في التصريح الذي زود به مختلف وسائل الإعلام التي حضرت نفس الندوة، بأن (أهم ما ميز الدخول المدرسي 2019- 2020 بالجهة، ورش الدعم الإجتماعي الذي استفادت منه أعداد وافرة من التلاميذ والتلميذات)، ونطق باشتماله (نسبة التطور التي عرفها برنامج تيسير للتحويلات المالية المشروطة، وتوسيع الإستهداف على مستوى هذا البرنامج، والمبادرة الملكية السامية مليون محفظة التي فاق عدد المستفيدين منها أزيد من 720 ألف مستفيد ومستفيدة، والإطعام المدرسي ثانوي وإعدادي ، وتجاوز الرقم به 250 ألف مستفيدة ومستفيد، والنقل المدرسي الذي يقترب من 50 ألف مستفيد ومستفيدة).


وضمن العرض المتعلق بالبنية التحتية، يقول مدير الأكاديمية خلال ذات الندوة، بأنه قد تم “فتح 16 أو 17 مؤسسة جديدة، محدثة، مستقلة، كانت ضمن المجموعات المدرسية،  وتوسيع المؤسسات بإحداث حجرات دراسية جديدة، بتعداد يصل إلى أكثر من 250 حجرة دراسية إضافية، وأيضا، إحداث حجرات متعلقة بالتعليم الأولي سواء على مستوى برامج الأكاديمية أو برامج الشركاء، خصوصا، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وإلى ذلك أيضا، الإشتغال على إنجاز المدارس الجماعاتية، حيث هناك في إطاره مؤسسة واحدة معتمدة برسم نفس السنة”، غير أنه يكشف مدير الأكاديمية، (لدينا ورش يشتمل على 7 أو 8 مدارس جماعاتية، وهي قيد الإنجاز، وهذا ورش يهيكل العرض المدرسي، خصوصا، على مستوى المجال القروي).


واشتمالا، (إذا ما قارنا ما بين سنوات 2016- 2017 و 2018 – 2019، نلاحظ غياب تلك الإشكالات الكبرى، فحتى الإكتظاظ الذي كان ظاهرة قوية في 2016، فالآن، على مستوى الإبتدائي، أن المعايير تقترب من 80 إلى 85 في المائة، بل أن الإقتراب من هذه المعايير يتجاوز 90 في المائة، ففي الإبتدائي ورغم تسجيل حالات في وضعية غير مستقرة ومرتبطة بحركية التلاميذ، فلا بد أن نؤكد بأن الإكتظاظ لم يعد يطرح بالحدة التي كان عليها، خصوصا، على مستوى الإبتدائي، وحتى على مستوى الثانوي، الإعدادي والتأهيلي، إذا، فعلى مستوى المعايير فقد بلغنا معدلات عليا)، يسجل مدير الأكاديمية، مولاي أحمد الكريمي، الذي أضاف توضيحا حول الأقسام المشتركة التي انعطفت على التناقص، والتي لم تعد ضامة لست (6) أو أربع (4) مستويات، ذلك، أن وجود ثلاث (3) مستويات بالقسم المشترك، لا يحضر إلا بعدد قليل جدا، كما أن (البناء المفكك مرتبط بالقائم القديم جدا، ونحن في إطار تجديد هذه البنيات والتخلص من كل ما من شأنه أن يؤثر في المظهر أو في جاذبية المؤسسة)، يفيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش- آسفي، مولاي أحمد لكريمي، في سياق نفس الحديث الصحافي على هامش الندوة التي عقدها لتسليط الضوء على معطيات الدخول المدرسي الجاري 2019- 2020.
ندوة دجنبر 2019- نسبة ارتفاع بالتعليم التمدرس الإبتدائي مقارنة مع الموسم الدراسي 2018- 2019 بلغت 2%

وجاء في تأكيد الندوة الصحافية، التي عقدها الخميس 26 دجنبر 2019، بأن مؤشرات النظام التربوي بجهة مراكش آسفي شهدت تحسنا واضحا خلال السنة الدراسية 2019-2020 ، إن على مستوى وتيرة الإنجاز للمشاريع، أو البرامج ذات الأولوية على مستوى الجهة، خصوصا من تلك المشاريع، تلك الملتزم بها أمام جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وأيضا، على مستوى المعدلات أو الجودة،  مقابلة مع الموسم الدراسي الفائت 2018- 2019، بحسب تصريح مدير أكاديمية التربية والتكوين بنفس الجهة، مولاي أحمد الكريمي.
ضمن هذا السياق، وسمت حصيلة تدخل نفس الأكاديمية في إطار برنامج المخطط الذي جايلته برسم العام الدراسي 2019- 2020، على مستويي التعليم الأولي ونسبة التمدرس، إذ أفادت بحسب ما أبرزته تصريحات المدير الجهوي لأكاديمية التربية والتكوين بالجهة، مولاي أحمد الكريمي، زيادة في نسبة التسجيل بالتعليم الأولي الذي شدد جلالة الملك محمد السادس الحرص على الإرتقاء به،  وتمثلت نفس هذه الزيادة بنسبة 69 بالمائة (%)، حيث تم تسجيل خلال نفس الموسم الدراسي قرابة 126 ألف و378 طفلا ، مثل في نسبتها العامة المسجلون بالتعليم العمومي نسبة 24 بالمائة (%)، هذا، في ما يشير تصريح المدير الجهوي للتربية والتكوين بجهة مراكش-آسفي، خلال نفس الندوة الصحافية، بأن هذه الزيادة قد شملت معدل التمدرس الإبتدائي مقارنة مع الموسم الفائت 2018- 2019، بنسبة ارتفاع بلغت 2 بالمائة (%)، وفي ما عظم ارتفاع تمدرس الإناث للموسم الدراسي 2019- 2020، سيما، بالسلك الثانوي الإعدادي، أبرز المدير الجهوي لأكاديمية التربية والتكوين، مولاي أحمد الكريمي، بأن برامج مخطط عمل الأكاديمية، قد سمحت بتقليص معدل الهدر المدرسي بشكل كبير خاصة في الوسط القروي بأقاليم شيشاوة والصويرة والحوز.

وأمام تأكيد تصريح خلال ذات الندوة التي احتضنتها القاعة الكبرى للإجتماعات بمقر الأكاديمية في انتهاء الدورة الثانية للمجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي، برسم سنة 2019، بمواصلة الأكاديمية توسيع العرض التعليمي، وتحسين جودة التعليم الإبتدائي عبر إحداث 450 قسما وتكوين ألفين و149 مربٍّ ومربية، علاوة، على الرفع من الطاقة الإستيعابية للداخليات بألف (1000) سرير في أفق الموسم الدراسي 2020-2021، وأنه بموازاة ذلك، ستتم مواصلة تقليص البناء المفكك من 5 آلاف قسم إلى ألفين (2000)، الأخير الذي تشدد أكاديمية التربية والتكوين على مجابهته، حيث تبدي العزم على إزالة هذا البناء المفكك بشكل تام في أفق 2020، تبعا لتأكيد المعلومات التي تلقتها جريدة الملاحظ جورنال الإليكترونية، عن تصريح المدير الجهوي لأكاديمية التربية والتكوين، مولاي أحمد الكريمي، وترأس أعمالها الكاتب العام بقطاع التربية الوطنية بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، يوسف بلقاسمي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *