رسالة مفتوحة من رئيس الجمعية الجهوية للصحافة الإلكترونية إلى السيد والي أمن مراكش

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

توصلت جريدة “الملاحظ جورنال” بنسخة من رسالة وجهها رئيس “الجمعية الجهوية للصحافة الاليكترونية بمراكش”  الى السيد والي امن جهة مراكش- أسفي،هذا نصها:

 

                                          سلام تام بوجود مولانا الامام المؤيد بالله

 

وبعد،

 

جرت العادة، أن يخصص بعض ولاة أمن مراكش لقاءات تواصلية مع القوى الحية بالمدينة وعلى رأسها وسائل الاعلام المحلية والجهوية من أجل تعزيز التواصل والحوار المفتوح وتنوير الرأي العام تجسيدا لسياسة القرب والانفتاح على المواطنين والفاعلين الجمعويين بمدينة مراكش، للتعرف على حجم المشاكل والمعاناة التي تعيشها ساكنة أحياء المدينة، بغرض تدليلها والبحث عن الحلول الممكنة.

 

كان الأمل كبيرا في أن تحذو السيد والي أمن مراكش حذو من سبقوكم في تقلد مسؤولية ولاية الأمن بمراكش، وجعل تلك اللقاءات التواصلية مع الصحافة تقليدا سنويأ ومناسبة للاستماع إلى صوت السلطة الرابعة، ولكن ربما مشاغلكم لا تسمح باتخاذ مثل هذه الخطوات التواصلية المباشرة، الشيء الذي دفعنا إلى مراسلتكم عبر هذه البوابة أملا في أن تجد مراسلتنا تفهما من جهتكم وحلا مناسبا لها :

 

السيد والي أمن مراكش :

 

كما لا يخفى عليكم أن مدينة مراكش أضحت قبلة مفضلة يحرص على زيارتها كثير من الأجانب و المغاربة، منهم من استقر بها وطاب له المقام، فأصبح واحدا من ساكنتها، ومنهم من اكتفي ويكتفي بقضاء فترة وجيزة لا تتعدى يوما أو يومين لظروف خاصة، فتجده يحرص على ربح الوقت وعدم تضييعها داخل غرفة النوم، أو في الجري خلف متاهات لم تكن مدرجة في برنامج الزيارة،علما أن بعض المشاكل ليست منحصرة في الزائر أو السائح بل ويعاني منها أيضا عموم المواطنين.

 

أول هذه المشاكل التي يقع في شباكها الكثير من زوار مدينة مراكش وساكنتها من أصحاب السيارات، صعوبة ايجاد موقف آمن يودع السائق فيه السيارة الى غاية الانتهاء من الزيارة، فأغلب الطوارات طالها اللون الأبيض والأحمر، وما تبقى تحت رحمة حراس السيارات الذين استأسدوا وتجبّروا وأصبحوا يحددون التسعيرة وفق أهوائهم، والويل لمن  رفض الأداء أو نافش قانونية التسعيرة ، فإنه سيندم على اليوم الذي حط فيه الرحال بمراكش.

 

هذه الاختلالات رغم آثارها السلبية على نفسية سائقي السيارات وعلى السياحة بصفة عامة، تعتبر هيّنة، بسيطة أمام تحد آخر، يبدو الداخل في مصيدته كالوالج الى جزيرة الكنز، عليه أن يقطع المسافات، متنقلا من مؤسسة إلى آخرى، يواجه العقبة تلو العقبة، ويصارع الزمن سعيا في إنهاء  مسلسل لا يدرك حقيقته الا من اكتوى بناره.

 

السيد والي أمن مراكش

 

قد تتساءلون ما علاقة والي أمن مراكش بما سبق ذكره، ولكن بشيء من التأني والأريحية، ستدركون أن لكم جزء من المسؤولية، وقد تسجل مواقفكم النبيلة بماء الذهب

 

إن اقتياد السيارة إلى المحجز البلدي من طرف رجل الأمن، هو مدخل حقيقي الى بداية معاناة لا حدود لها، تنطلق من البحث عن سيارة نقل عمومية تلازم المعني طيلة المدة التي يقوم بها بالاجراءات اللازمة من أجل إطلاق سراح سيارته من المعتقل البلدي، وقد تستغرق هذه العملية حوالي ثلاث ساعات، حيث من المفروض أن يتنقل من المكان الذي حجزت منه السيارة إلى إحدى المستودعات البلدية الموجودة بتراب مقاطعة سيدي يوسف بن علي، أو الحي العسكري بجوار تعاونية حليب مراكش …، وبعد العثور عليها، على المعني أن يؤدي واجبي المستودع البلدي وسيارة الإغاثة بنفس المكان، ثم يحصل على وصل ينتقل بعده إلى ولاية الأمن أو إلى دائرة أمنية بحي الآفاق وكل نقطة تبعد عن الاخرى بمسافة تتجاوز 4 كلم، فينهي الاجراءات بعد أداء الغرامة المحددة، ثم عليه مرة أخرى أن يرجع الى نقطة البداية لتسليم الوصل النهائي الى الموظف المكلف بالمعتقل البلدي ليحرر سيارته، هذا إن سلمت من الأعطاب الميكانيكية التي تلحقها جراء الجرّ التقليدي المعتمد على السلاسل الحديدية، والرفع من جهة واحدة.

 

السيد والي  أمن مراكش

 

بمبادرة بسيطة منكم، يمكن أن تساهموا بشكل كبير في تخفيف العبء عن المواطنات والمواطنين، وذلك بفتح شباك أو مكتب داخل معاقل السيارات ، لتسهيل و تبسيط الإجراءات القانونية و تدليل كافة الصعوبات، وتقديم أقصى درجات الخدمة المتميزة التي من شأنها توفير الجهد والوقت المبذولين خلال التنقل بين إدارة وأخرى، وكل واحدة تبعد بكيلومترات عديدة.

 

و في انتظار تجاوبكم مع هذا النداء، وتفهمكم لدواعيه، تقبلوا فائق الاحترام والتقدير.

 

محمد السعيد مازغ*

 

*صحافي مهني : مدير تحرير اسبوعية الانتفاضة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *