أزمة نقص الرقائق الإلكترونية تهدد صناعة السيارات بالعالم

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

تسبب النقص العالمي في رقائق أشباه الموصلات في فوضى لشركات صناعة السيارات، وإلى حد كبير شركات الهواتف الذكية، وذلك خلال الأشهر القليلة الماضية، خاصة مع جائحة كورونا التي اجتاحت العالم كله، هذا في الوقت الذي يرى فيه الخبراء أن على المنتجين في مختلف القطاعات أن يستعدوا لمزيد من التعقيدات والأزمات في سلسلة الإمداد في هذا القطاع.

 

وقد تكون رقائق أشباه الموصلات صغيرة، ولكن الدور الذي تلعبه في الاقتصاد العالمي ضخم، فيتم صنع حوالي تريليون رقيقة إلكترونية سنوياً وهي مكونات حاسمة في الأجهزة الرقمية والمنتجات التي يستخدمها مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم كل يوم.

وكانت صناعة السيارات، التي تعتمد بشكل متزايد على الرقائق وهي تكثف إنتاج السيارات الكهربائية، هي الأكثر تضرراً إلى حد بعيد.

 

وقد أجبر النقص الحاد في أشباه الموصلات أكبر شركات صناعة السيارات في العالم على إجراء تخفيضات كبيرة في الإنتاج في الأشهر الأولى من عام 2021، وفي الأسبوع الماضي، قالت فورد إنها قد تفوت ما يصل إلى 2.5 مليار دولار (2.06 مليار يورو) من الأرباح هذا العام بسبب الأزمة، وكذلك كان الحال مع شركتي فولكس واجن ، ونيسان.

وقالت جمعية صناعة اشباه الموصلات، وهى جمعية تجارية تمثل قطاع اشباه الموصلات الامريكى، فى بيان لها الاسبوع الماضى: “ان شركات صناعة السيارات خفضت بشكل مفهوم الانتاج وشراء الرقائق مع انتشار فيروس كورونا فى جميع انحاء العالم “، وفي الوقت نفسه، شهد صانعو الرقائق طلباً متصاعداً على أشباه الموصلات المستخدمة في تمكين الرعاية الصحية عن بعد، والعمل في المنزل، والتعلم الافتراضي، وهو ما كان ضرورياً أثناء انتشار الوباء.”

 

وبسبب تلك الازمة المتصاعدة، فقد بعثت أكثر من اثنتي عشرة مجموعة تجارية تمثل صانعي السيارات، وصناع الأجهزة الطبية في أمريكا، برسالة إلى الرئيس جو بايدن، تطالبه بالعمل مع المشرعين الأمريكيين، لتوفير التمويل الفيدرالي لبناء مصانع رقائق جديدة.

 

 

والمجموعات، التي تضم غرفة التجارة الأمريكية، بالإضافة إلى جمعيات خاصة بالصناعة، تمثل شركة «جنرال موتورز، وشركة كاتربيلر، وميدترونيك بي إل سي»، أرسلت الرسالة للرئيس الأمريكي، بسبب النقص في أشباه الموصلات، الذي يتسبب في تعطيل مصانع السيارات الأمريكية، ويهدد بخفض أرباح شركات صناعة السيارات بمليارات الدولارات.

 

ومعظم إنتاج الرقائق، خاصة رقائق الحوسبة المتقدمة، يحدث الآن في آسيا، حيث تتولى كبرى الشركات المصنعة للعقود مثل Taiwan Semiconductor Manufacturing Co Ltd (TSMC)، وSamsung Electronics Co Ltd الإنتاج لمئات من شركات الرقائق المختلفة.

 

وقد بدأت تخطط كل من TSMC، وSamsung لإنشاء مصانع شرائح أمريكية جديدة في السنوات القليلة المقبلة، يمكن أن تستفيد من البرنامج إذا تم تمويله، وكانت مجموعة من صانعي الرقائق الإلكترونية، قد أرسلت الأسبوع الماضي رسالة مماثلة.

 

وأجاز الكونجرس العام الماضي، برامج لتقديم إعانات لأبحاث الرقائق وبناء المصانع، لكن المشرعين الأمريكيين ما زالوا بحاجة إلى توفير تمويل محدد للبرنامج.

 

وكتبت مجموعات الأعمال في رسالتها: «لكي تكون قادرة على المنافسة وتعزز مرونة سلاسل التوريد الحيوية، نعتقد أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تحفيز بناء منشآت تصنيع أشباه الموصلات جديدة وحديثة، والاستثمار في القدرات البحثية».

 

ولا يتوقف الأمر عند مصنعي السيارات فحسب، فقد كشفت تقارير عن سعي شركات مثل «فيسبوك»، لتصميم وتصنيع الرقائق الإلكترونية لتشغيل أجهزتها وخوادمها، لتنضم بذلك إلى «أبل وجوجل وأمازون» والعديد من الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا.

 

وتضع الشركات التي تعتمد على صناعات الرقائق الإلكترونية وأشباه المواصلات مثل «فيسبوك»، ضمن اولى اهتماماتها تعمل على بناء فريق خاص بها ليكون متخصصًا في تطوير وتصنيع الرقائق الإلكترونية والمعالجات.

 

وتسعى الشركات إلى تزويد نفسها باحتياجاتها وتقليل اعتمادها على شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية مثل «إنتل وكوالكوم»، وقد بدا ذلك واضحًا من نوعية الوظائف المطلوبة في قوائم التوظيف تعلن عنها كبرى شركات صناعة السيارات و الهواتف وغيرها من القطاعات لمواجهة ذلك النقص الذي يهدد كثير من الصناعات بالخسارة بل واكثر من هذا إذا ما استمرت أزمة نقص الرقائق الإلكترونية بالعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *