مملكة “ليسوتو” تعتمد “الحياد” وتنضم إلى الشرعية الدولية في نزاع الوحدة الترابية للمملكة المغربية

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

الصورة متناقلة إعلاميا

عبد الرزاق أبوطاوس

تتجه علاقات التعاون الثنائي بين المملكة المغربية ومملكة “ليسوتو”، إلى توقيع تفاهم موثوق يرجح تفوق الإختيارات في تجاوز مرحلة الإنحسار التي سيطرت على العلاقة بين المملكتين، وانسياق مملكة “ليسوتو” في دعم الطرح الإنفصالي لجبهة “بوليساريو” منذ العام 1985، إذ ظهرت مؤشرات اندماج مملكة “ليسوتو” في الموقف الدولي من خلال هيئة الأمم المتحدة المجمعة على العملية السياسة في حل النزاع المفتعل حول القضية الترابية للمملكة المغربية في إطار مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية للتوصل إلى حل توافقي للنزاع المفتعل، وحظي بائتلاف مطابقته للتوجه الأممي في إنهاء النزاعات الإقليمية، واجتماع  أعضاء نفس الهيئة الأممية على وصفه بالجدية والمصداقية، حيث انعطفت مملكة “ليسوتو” في 4 من أكتوبر هذه السنة 2019، إلى اعتماد الموقف الأممي من خلال المذكرة الشفاهية الرسمية التي أكدت دعم مملكة “ليسوتو” بدعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، وتعليق الإعلانات والقرارات التي اتخذتها سابقا في شأن قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية.

توقيع هذا التفاهم الموثوق بين المملكتين، والقطع مع الجمود في العلاقات الديبلوماسية بين البلدين منذ العام 1985، وضخ فاعلية أكثر في تمتين الروابط التي  يشاء منها إعطاء التعاون بين المملكتين رسوخا في سياق استراتيجية التعاون جنوب/ جنوب التي تعتمدها المملكة في علاقاتها مع دول القارة الأفريقية، جاء في إطار الزيارة التي قادت قبل يومين وزير الشئون الخارجية والعلاقات الدولية بمملكة (ليسوتو) “ماكغوتي” إلى المملكة المغربية، وباعتباره يمثل في أثناؤها صفة مبعوث خاص لرئيس وزراء بنفس المملكة، واجتمع خلالها بوزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ضمن مباحثات خلصت فور التفاهمات التي انتهت إليها، بإقامة ندوة صحافية مشتركة، ثبتت التوجه الرسمي للمذكرة الشفاهية  في 4 أكتوبر 2019 لمملكة “ليسوتو”، في سحب الإعتراف بالطرح الإنفصالي لجبهة “بوليساريو”، والإعراب عن تقوية التعاون الثنائي وتجسير الروابط الديبلوماسية بتبادل السفارات.

فقد أعلن وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي بمملكة (ليسوتو) “ماكغوتي، خلال الندوة الصحافية، بأن ذات المملكة “تلتزم بتعليق كل القرارات والتصريحات السابقة المتعلقة بالصحراء الغربية وب+الجمهورية الوهمية+، في انتظار نتائج مسلسل الأمم المتحدة”،  وتبني موقف “الحياد” في نزاع الصحراء، مفيدا، بأن “هذا الموقف ستتم معاينته خلال اللقاءات الإقليمية وما دون الإقليمية والدولية”، مؤكدا عاصمة المملكة”ماسيرو” تتعهد فضلا عن ذلك، تقديم “دعم فعال للمسلسل السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة، باعتبارها إطارا متعدد الأطراف، من اجل التوصل إلى تسوية سياسية واقعية وقابلة للتحقيق ومستدامة لقضية الصحراء”.

وأنبأ وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي بمملكة (ليسوتو) ماكغوتي، خلال نفس الندوة الصحافية، أنه سَيُرْفَعُ إلى الدول الأعضاء في مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية إخبار بهذا الموقف الجديد للمملكة، وإلى الإتحاد الأفريقي أيضا، وأن بلده “سيتعامل وفقا لذلك في المحافل الإقليمية والدولية”، هذا، في ما وَثَّقَ بأن “كل تصريح أو وثيقة مختلفتين عن هذا الموقف، سواء قبل أو بعد هذا الموقف الرسمي، يعدان لاغيين”، مبينا، بأن الموقف الذي اعتمدته مملكة “ليسوتو” في شأن الوحدة التربية للمملكة بالتزام “الحياد”، “كان موضوع سوء فهم”، مشددا بالقول في هذا المضمار “إنني هنا اليوم لتأكيد وتوضيح موقف بلدي”.

وثمن تصريح وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الذي اعتبر الزيارة “مهمة” و “تاريخية”، أثناء نفس الندوة الصحافية، بالقول بأن هذه “الزيارة الأولى لوزير للشؤون الخارجية لليسوتو”، ما تقدم “التوضيحات الضرورية بالنسبة لموقف ليسوتو من قضية الصحراء المغربية”، وكونها تأتي لإبعاد اللبس الذي أثارته تصريحات متضاربة في شأن الموقف الجديد الذي عبرت عنه مملكة “ليسوتو”، وتوضيح الموقف الرسمي المعلن عنه والمتجه إلى” تعليق كل القرارات السابقة” بخصوص الصحراء المغربية، معتبرا، بأن هذا الموقف الجديد “يفتح صفحة جديدة في علاقاتنا الثنائية”.

وأشار وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن مباحثاته مع وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي في حكومة مملكة “ليسوتو” ماكغوتي، واستغرقت متسع وقت طويل، تركزت حول سبل تطوير هذه العلاقات في إطار السياسة الأفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفي إطار التعاون جنوب – جنوب بين المغرب والبلدان الإفريقية، بما فيها مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية، علاوة، على اتفاق الجانبين على “خريطة طريق لتعاوننا الثنائي في مجالات مهمة مثل الفلاحة والصحة والتكوين والتعاون الأمني والعسكري”، يكشف وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.

وتقوية للدور الديبلوماسي في علاقات التعاون الثنائية بين المملكة المغربية ومملكة ليسوتو، فقد تقرر خلال نفس المباحثات الثنيائية بين وزيري خارجية المملكتين، بوريطة وماكغوتي، فتح سفارتيهما لاحقا بكلتا المملكتين، تعزيزا للتعاون، ومواكبة للصفحة الجديدة في علاقات البلدين الثنائية، بحسب ما كشفت عنه نفس المعلومات المتناقلة عن نفس الندوة الصحافية، حيث أوضح وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي بمملكة ليسوتو، ماكغوتي، بأن المملكتين اتفقتا على العمل أكثر على استكشاف ” إمكانية فتح سفارتين في بلدينا”، وأن تدارس هذه الإمكانية “سيتم في مستقبل جد قريب”، متطلعا إلى
أن “لا يدوم طويلا”، هذا التدارس، لا سيما، وأن وزيري خارجية المملكتين قد اتفقا على أنه تعزيز العلاقات الثنائية “من الأفضل أن يتم الإرتقاء بها إلى مستوى الروابط الدبلوماسية الرسمية للغاية”، تبعا إلى ما تناوله نفس المصدر من تصريح وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي بمملكة ليسوتو، ماكغوتي، خلال نفس الندوة الصحافية.

المعطيات الإعلامية للندوة- ماب

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *