القيادي النقابي إدريس المغلشي يمتطي صهوة المكتوب ليعلن صرخات منسية

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

وقفة مع كتاب

عبد الرزاق  القاروني

أصدر إدريس المغلشي، الإعلامي والقيادي النقابي بالجامعة الوطنية لموظفي التعليم المنضوية، تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بجهة مراكش- آسفي، في بحر السنة الحالية عن المطبعة والوراقة الوطنية بمراكش، باكورة مؤلفاته تحت عنوان “صرخات من أعماق أقبية منسية”. ويقع هذا الكتاب من القطع المتوسط في 232 صفحة.

وهذا الكتاب هو مجموعة من المقالات التي نشرها المؤلف على مدار عدة سنوات بمجموعة من المنابر الإعلامية المغربية، والتي جاءت على شكل عشر صرخات تتضمن كل صرخة منها هي الأخرى عشر مقالات، والتي، كما قال ذات مرة في حفل توقيع هذا الكتاب، تؤرخ لنضاليته، وتكشف بؤر الفساد المستشري في العديد من المواقع الإدارية بقطاع التربية والتكوين بالجهة، إيمانا منه بقوة الكلمة وسلطتها في زحزحة وثوقية السلطة، وما وصفه بالاستبداد الإداري وبيروقراطيته  دون الإخلال بالمكون الجمالي والأدبي في عرض هذه القضايا.

إن هذه الصرخات المتضمنة بين دفتي هذا الكتاب يمكن اعتبارها بمثابة الوصايا العشر لإصلاح منظومة التربية والتكوين بالجهة، ومحاولة جريئة وجادة  لمحاربة طواحين الفساد التي كلما تقدم القطاع خطوة إلى الأمام تجعله هذه الطواحين يرجع خطوتين إلى الوراء، وبذلك يشبه مؤلف هذا الكتاب دون كيشوت حينما يمتطي صهوة الكتابة لمحاربة بؤر الفساد التي ما إن يقضي على إحداها حتى تتناسل، مكانها وبجوارها، بؤر أخرى أكثر قوة ودهاء ومقاومة.

صاحب هذا الكتاب هو مناضل وإعلامي وكاتب. وهذه الأبعاد الثلاثة هي التي تجعله يحقق كل ما يطمح إليه ويناضل من أجله. فالمناضل عندما  يصبح له حضور قوي، ويكون  صوته مسموعا من خلال القنوات الإعلامية ودور النشر، يغدو طريقه معبدا لجعل طريق المناوئين محفوفا بالأشواك إن لم نقل مليئا بالحفر والمطبات.

وهذا الكتاب له قيمته وراهنيته لكونه يعتبر شهادة وصك إدانة في حق الفساد بمختلف تجلياته وتموقعاته، ويغني خزانة الحركة النقابية والنضالية بالمغرب التي تفتقر لمثل هذه المؤلفات التي ترقى بالفعل النضالي والنقابي من الممارسة والاحتجاج الميداني إلى التنظير والتفكير، بهدف ربط القول بالفعل، وجعل الكتابة وسيلة سلسة واستباقية لحل العديد من الإشكالات والمعضلات داخل المجتمع.

ويؤمن هذا  القيادي النقابي بضرورة تنويع آليات المرافعة والاهتمام بالكتابة والثقافة، لما لهما من سلطة في ممارسة الرقابة على الإدارة، واصفا الكتابة بنوع من المغامرة، وداعيا لتقوية المسار النضالي وتطوير الممارسة النقابية، بعيدا عن اختزال النضال في الاشكال الاحتجاجية النمطية، وكذا العمل على التأسيس للنضال بالكتابة والمزاوجة بينها وبين الاحتجاج.

صرخات المغلشي ليست صرخات في واد، ولا صرخات من أعماق أقبية منسية، كما وسمها صاحبها وأراد لها أن تكون، وإنما هي صرخات على الملأ، من أعماق الذات والوجدان، تأتي في الوقت المناسب لخلخلة الأوضاع وإرباك أوراق المفسدين أينما كانوا وتحت أي جبة يستترون.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *